الجزء الأخير من جدارية محمود درويش
هذا البحر لي هذا الهواء الرٌطْب لي هذا الرصيف وما عليْهِ من خطاي وسائلي المنويٌ“ لي ومحطٌة الباصِ القديمة لي . ولي شبحي وصاحبه . وآنية النحاس وآية الكرسيٌ ، والمفتاح لي والباب والحرٌاس والأجراس لي لِي حذْوة الفرسِ التي طارت عن الأسوار “ لي ما كان لي . وقصاصة الورقِ التي انتزِعتْ من الإنجيل لي والملْح من أثر الدموع على جدار البيت لي “ واسمي ، إن أخطأت لفْظ اسمي بخمسة أحْرفي أفقيٌةِ التكوين لي : ميم / المتيٌم والميتٌم والمتمٌيم ما مضي حاء / الحديقة والحبيبة ، حيرتانِ وحسرتان ميم / المغامِر والمعدٌ المسْتعدٌ لموته الموعود منفيٌا ، مريض المشْتهي واو / الوداع ، الوردة الوسطي ، ولاء للولادة أينما وجدتْ ، ووعْد الوالدين دال / الدليل ، الدرب ، دمعة دارةٍ درستْ ، ودوريٌ يدلٌِلني ويدْميني / وهذا الاسم لي “ ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي جسدي المؤقٌت ، حاضرا أم غائبا “ مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن “ لي مِتْر و75 سنتمترا “ والباقي لِزهْري فوْضويٌ اللونِ ، يشربني علي مهلي ، ولي ما كان لي : أمسي ، وما سيكون لي غدِي البعيد ، وعودة الروح الشريد كأنٌ شيئا لم يكنْ وكأنٌ شيئا لم يكن جرح طفيف في ذر...