حدث في مثل هذا اليوم .
في صباح يوم الخميس الموافق 2/8/1990 - الكويت - توجهت الي عملي لاحضر جلسة في المحكمة ، وكانت المفاجأة الصادمه ، دبابات الجيش العراقي في شوارع الكويت وقواة الحرس الجمهوري العراقي يغلق الجسور والشوارع ، رجعت الي البيت ، وكانت سبعة اشهر من العذاب والجوع والخوف والقتل في الشوارع وسرقة السيارات والبيوت ، كنا نفك عجلات السيارة الاربعه ونضعها بالبيت حتي لا تسرق ، اغلقت البنوك ابوابها في ذلك اليوم ولم تفتح الا بعد معركة التحرير ولم يكن لدينا اموال نشتري بها او نأكل . بعد دلك انسحب الحرس الجمهوري العراقي ودخل بدل منه الجيش الشعبي العراقي ، لقد كانو مثل الجراد ، حتي ان علب النيفيه كريم استخدموها كسندشات ، اعتقادا منهم انها جبنه .
بعد إحراق ابار البترول الكويتيه عندما انسحب الجيش العراقي توقفت محطة الكهرباء والطاقة ومحطة تقطير ماء البحر لمدة 37 يوم ، اذكر وقتها انني لم استحم لمدة شهر كامل .
بعد إحراق ابار البترول الكويتيه عندما انسحب الجيش العراقي توقفت محطة الكهرباء والطاقة ومحطة تقطير ماء البحر لمدة 37 يوم ، اذكر وقتها انني لم استحم لمدة شهر كامل .
يوم الإثنين الموافق 23/2/1991 دخلت القوات الأمريكية وقامت بانزال لقوات المارينز في السفارة الأمريكية في عاصمة الكويت .
في مساء ذلك اليوم الساعه 7 ليلا كنت أجلس بالبيت مع والدي واسرتي ، وكنا لم نخرج من البيت بما يزيد عن شهر . دق باب البيت ، ذهبت اختي الصغيره تفتح ، وعادة مرعوبه بعد اغلاق الباب وقالت لوالدي انه يوجد جندي يريد سامي ومعه رشاش ، قال لي والدي رحمه الله لا تخرج ، وفتح الباب ، وادا بجندي يلبس ملابس لم نراها من قبل ويوجد علي دراعه علم أمريكيا ، ويقول لوالدي ، كيف حالك عمي ابو سامي ، وكان سريعا وقال انا سفيان صديق سامي ، نظر والدي ولم يصدق الموقف ، عندها خرجت ونظرت إليه ، هذا صديق طفولتي الذي سافر الي أمريكيا عندما كنا بالمرحلة المتوسطة وكان يسكن معنا في نفس المنطقة ، دخل وجلسنا بالبيت ، وادا هو ضابط في الجيش الأمريكي ، وممن نزلو بالسفارة الأمريكية ، كانت أجمل مفاجأة حدثت منذ الحرب ، وقتها احسست ان الحرب قد إنتهت ، عندما علم باحوالنا عاد باليوم التالي واحضر جيب عسكري وقوات خاصه معه وانزل منها مؤن ومواذ غذائية خاصه بالجيش تكفي لشهر كامل . كنت امازحه واقول له انت من "العلوج " ، فيرد ضاحكا لقد تم اختيارنا منذ سنه وتدريبنا علي تحرير بلد بترولي صحراوي المناخ .
الان بعد 26 عام اتذكرك يا صديقي وكم اشتاق الك ، اعلم الان انه لديك ابن يعمل طيار في الجيش الامريكي ، وانك قمت بزيارة لفلسطين في الضفة الغربيه ، واقول ان للقدر امور غريبه لا يعلمها الا آلله ، أقدار تجمعنا وأقدار تفرقنا ، ولكن أملنا بالالتقاء كبير ليس له حدود في هذه الدنيا .
- نورس من شاطئ غزه -
تعليقات