هل الادب والشعر والنثر والفن حرام في غزه ؟

لاحظت في الاونه الاخيرة هجوم بشع علي شاعر فلسطين محمود درويش في العديد من المواقع علي شبكة الانترنت وخاصة في المواقع التي تنطلق من غزه , دون وجه حق , ولا بناء علي نقد موضوعي او ادبي كما يجب ان يكون , ولكن فقط لانه كان في حقبة سياسيه معينه. فالادب العالمي والشعر هو ملك للبشريه جميعا , وهو ليس حكرا لدين او فكر سياسي او حزب , فهو اختزال شامل لتجربة شعب او تجربه عاطفيه لشخص يعبر فيها عن مكنون مشاعره وعواطفه بشرط ان تتوفر فيها العناصر الادبية واللغوية الصحيحة وان تصل الي قلب وعقل المتلقي , اما ان ربطنا الاسلام بالشعر العربي فنجد شاعر الرسول صلي الله عليه وسلم حسان ابن تابت وفي شعر حسان الكثير والكثير جدا مما يسجل هذه الأحداث والمواقف ومما يؤرخ لحياة الرسول الكريم , وكدلك كعب ابن مالك وعبد الله بن رواحة وغيرهم الكثير .
اما ان تطرقنا الي الادب والشعر العالمي فهو مخزون تجربة الشعوب أو فن التعبير بالكلمة الساحرة ... وثمرته آثار نثرية أو شعرية تتميز بجمال الشكل وتنطوي غالبا على مضمون ذي بعد إنساني يضفي عليها قيمة باقية ، ويطلق لفظ الأدب أيضا على مجموع هذه الآثار المنتجة في بلد ما ، أو لغة ما ، كالأدب العربي ، والأدب الانكليزي ، أو على مجموع الآثار المنتجة في عهد معين كالأدب الأموي ، وعدة الأديب موهبة أصيلة ، وثقافة رفيعة ، وتفكير حصيف ، وحس مرهف ، وخيال مبدع ، ولغة سليمة ، وعبارة رشيقة ، وأسلوب طلي ، وما أكثر ما نجد الحلول لمشاكلنا الشخصية حين نلتقي على صفحات الكتب أناسا تشبه مشاكلهم مشاكلنا إلى حد قريب أو بعيد ، وما أكثر ما يساعدنا الأدب على فهم مواقف عجزنا عن فهمها في الحياة الواقعية .. ولكن لماذا ينشئ الأديب أدبه ؟ إن من الأدباء من يفعل ذلك لمجرد التعبير عن عواطفه وأفكاره أو لمجرد الرغبة في إنتاج أثر فني ، ولكن كثرة الأدباء اليوم تتخذ من الأدب وسيلة لتحليل النفس البشرية أو منبرا للنقد الاجتماعي والدعوة إلى الإصلاح أو الثورة ، ويقسم الأدب ، تقليديا ، إلى "نثر" و "شعر" ، والنقاد الغربيون يقسمونه إلى "أدب تخييلي" و "أدب لا تخييلي" ، ويشمل الأدب التخييلي الرواية ، والأقصوصة أو القصة القصيرة ، والأدب المسرحي ، والشعر ... ويشمل الأدب اللا تخييلي .. المقالة ، والسيرة ، والسيرة الذاتية ، والنقد الأدبي ، وغيرها.
اما شاعرنا محمود درويش رحمه الله فقد كان يعبر عن معاناة شعبه وتجربته في حقبة سياسيه معينه كغيره من شعراء فلسطين او مبدعيها مثل سميح القاسم وغسان كنفاني ومعين بسيسو وفدوى طوقان وناجي العلي وغيرهم الكثير , والشعوب تتباها بشعرائها وادبائها , ونحن في غزه نفعل عكس دلك .... لماذا ؟؟؟
والشي الغريب انه لا يوجد شعراء او ادباء او مبدعون في القصة القصيرة او في الرسم او في اي مجال ادبي اخر في قطاع غزه منذ عقود ... لماذا ؟؟؟ حتي انه لا يوجد لدينا مسرح او دور للعرض السينمائي ... لماذا ؟؟؟ ولا يوجد لدينا معارض سنويه للكتاب كما هو الحال في كل بلاد العالم ... لماذا ؟؟؟
ادا يجب ان نعترف انه لدينا هنا مشكله في ثقافتنا وطريقة تفكرينا وان الاحتلال زرع فينا الخوف حتي وصلنا الي درجه لا نستطيع ان نعبر فيها عن انفسنا , بل اننا نبدع في تحطيم ذاتنا وتشويه كل ما هو جميل ... فما هو الحل ؟
( النورس )

تعليقات

‏قال Personal Blog
في غزة كل شيء ممنوع إلا أن تكون إخونجيا , في غزة ممنوع أن تتذوق الشعر فغصبن عنك محاولات النظم للرنتيسي و للمقادمة أفضل من شعر درويش , و شئت أم أبيت فإن وجهة نظرك يجب أن تكون مطابقة لفتوى الأخ الأكبر , و القافية و بحر الشعر يجب أن يمر على وزير الداخلية قبل أن يأخذوصف الشعر . هذه غزة يانورس , فهنيئا لنا بها , هنيئا لنا بالخارجين من الكتب القديمية لقوموا مسار حياتنا
‏قال Unknown
حكينا بهالقضية بالمدونة عندي
بس انت هون طرحت اسئلة جديدة بتخلي الواحد بدو يروح يرمي حالو تحت سيارة من سيارات التنفيذية
ليش ما عنا مسارح ولا سينما ولا دور عرض او كتاب قصة قصيرة الى اخره من اشكال التحضر الثقافي
الي عندك اجابة كتير كبيرة على هالسؤال
بس راح اختصرها بجملة واحدة

غزة ضد الشعر،وضد كل شيء جميل
لذا دعنا ننظم الشعر
في مديح البشاعة
.......................
ملاحظة
لقيت البوست تبعك مترجم للانجليزي في موقع global voice
اعتقد الي ترجمتو مترجمة من البحرين

In recent days I have noticed ugly attacks on the poet of Palestine, Mahmoud Darwish, on many websites, especially those coming out of Gaza. The attacks are without proper reason, and are not based on objective or literary criticism as they should be, but are only because Darwish belonged to a certain political era.
International literature and poetry belongs to all humanity, and is not the monopoly of a religion or political ideology or party. It should encapsulate the overall experience of the people or the emotional experience of an individual, expressing their inner feelings and emotions - of course using the appropriate linguistic and literary style, and reaching the hearts and minds of the audience.
As for the connection of Islam to Arabic poetry, we have the poet of the Prophet, Hassan bin Thabit. A great deal of Hassan’s poetry records events and situations and also the life of the Holy Prophet, as did the poetry of Ka'b bin Malik and Abdullah bin Rawahah and many others.
After examining a little of the history and background of Arabic literature, and the way literature can help people deal with and even transform their lives, Seagull turns to the situation in Gaza today:
Our poet Mahmoud Darwish, may he rest in peace, expressed the suffering of his people and their experience in a particular political era, as did many other Palestinian poets such as Samih Al-Qasim and Fadwa Touqan. People take pride in their poets and writers, but we in Gaza do the opposite… Why??? The strange thing is that we have not had any poets or writers or artists or creative people in any artistic field in the Gaza Strip for decades… Why??? We don't even have a theatre or a cinema… Why??? We have no annual book fairs, as there are in every other country… Why???
We have to acknowledge that we have a problem here in our culture and way of thinking, and that the [Israeli] occupation has sown fear in us, to the point that we can not express ourselves through culture but have started destroying ourselves and reviling whatever is beautiful… What is the solution?
صديقي العزيز المنفي ّ اشكرك علي تعليقك القيم والدي يدل عن الفهم العميق لابعاد الموضوع , واشكر من قام بترجمة الموضوع الي اللغه الانجليزيه .

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

كل شئ في الحياة مسألة وقت

أغلق الكتاب .

شعر مظفر النواب