كل شئ في الحياة مسألة وقت

تكمن القوة الحقيقية أحيانا أن تستطيع التخلي عما يتعلق به قلبك بشدة ..
من وجد في نفسه القوة ليفعلها لن يتمكن أى شيء في الحياة من أذيته أو إيلامه مرة أخرى ..وفي الحقيقة بعض الأشياء لا تأتى طوعاً إلا حين تتخلي عنها بكامل إرادتك ..
كلما تمسكت بشيء أو شخص في حياتك يحاول الابتعاد والرحيل عنك ، أنت تفقد جزء من نفسك في مقابل محاولتك  ثم أنت تفقد حياتك كاملة مقابل وجوده فقط...

 في كل مرة يقبل بك و يقبل وجودك يجب أن  تتنازل عن شيء ما في المقابل وتظل تتنازل وتتنازل حتى تصبح لا شيء ..تصبح خيال .. مجرد خياله هو ...سواء كان شخص أو وظيفة أو حلم أو أمنية ما ..
يجب أن تفهم ..هناك أشياء نصادفها بالحياة وظيفتها الحقيقية مؤقتة ..وجودها ضرورة في محطة مؤقتة من حياتك ..لاكتشاف جزء من نفسك ، لتغيير هويتك أو تغيير تضاريس فكرك  ..لذلك  حين ترحل عنك لا تتمسك بها ولا تبتأس ، اترك دائما أبوابك مفتوحة للرحيل، فليرحل من يرحل دون أن ينقصك هذا شيء .. فقط اتركهم وانسي وجودهم معك في نفس الحياة...

معظم الأشياء تفقد قيمتها التى توقعتها لحظة امتلاكها ..مثل سيارة أو وظيفة ..فلا تستحق التألم حين خسارتها..
  ومعظم الأشخاص يفضلون التوسط في علاقاتهم ..فلا تتعلق كثيرا ولا تتعمق مع من يريد التوسط .. يأتى متى شاء ويرحل إن شاء .. فإما أن يكون في حياتك شيء أو لا شيء علي الإطلاق .....لا تقبل بهذا المنتصف المهين لمكانتك .. لا أحد يستحق كل هذا الحب ..

وسبحان الله الذى يخيب ظن الإنسان لأى شيء تعلق به قلبه بشده ..كى لا تُنتهك كرامته باللجوء لغير الله... ولأن الله لا يغلق باب دون أن يفتح لك أفضل منه..ابق عقلك واعيا للبحث في اتجاه مختلف ...للأسف لن يراه من ينتظر ولا يرحل عن الباب المغلق...بل ما يحدث أن يصاب الإنسان بالاكتئاب ويشعر أن كل ما حوله لا يستحق ويزهد كل طقوس الحياة ..يفقد قيمة الأشياء ولا يرى أهمية لأى شيء ..كأن نبض الحياة توقف ...يفقد حياته من أجل أشياء لا قيمة حقيقية لها ..

يبقى في دائرة الاكتئاب فترة طويلة حتى تأتى تلك اللحظة الصادقة مع النفس ..بكل ما بها من اعتراف وإفضاء وبوح ...تلك اللحظة التى تقرر فيها الصدق مع نفسك وتبوح الحياة لك بسرها الواضح أنها يجب أن تستمر في كل الأحوال ..تعرف أنك تألمت طويلا من أجل لا شيء...ولم تكسب إلا الوصول إلى نفس هذه اللحظة الخاصة بينك وبين نفسك ..من أجل الوصول  إلي لحظة نضج وفهم لحكمة الحياة ..

 لا سعادة حقيقية بالحياة بلا سكينة .. والسكينة لا تباع ولا تشترى ..ولن تتواجد سوا بالزهد في الحياة و التخلي عن التعلق بها ...
السكينة عطية فقط لمن يستطيع تقديرها...لمن يتعلق بالله... 
والتخلي فن لا يفهمه إلا القليلين ممن تألموا....
لا اقصد التخلي عن من يحتاجنا، لكن التخلي عن من يريد الرحيل عنا... 
ساعتها ندرك أن القوة الحقيقية في التخلي وليس في التمسك

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أغلق الكتاب .

شعر مظفر النواب